![](https://static.wixstatic.com/media/1413f4_171eefcf54235c5558d624feb1c75db5.jpg/v1/fill/w_720,h_480,al_c,lg_1,q_80,enc_avif,quality_auto/1413f4_171eefcf54235c5558d624feb1c75db5.jpg)
Lasco G.
هناك، في لاسكو، لا نعثر إلاّ على رسم واحد يشير إلى الإنسان ويطالعنا في الطابق السفلي من المغارة، وهو يمثّل رجلاً عارياً مستلقياً على الأرض: رأسه رأس عصفور ويداه مفتوحتان، كل يد تحتوي على أربع أصابع، وأمامه ثور كبير طعنت أحشاؤه بسهام
وقد عُثر أيضاً في كهف لاسكو على خريطة لسماء الليل يعود تاريخها إلى حقبة ما قبل التاريخ، وهو مايعكس اهتمام أسلافنا بعلم الفلك وربما كانت الكهوف أماكن لتصوير الفضاء الخارجي! وتظهر الخريطة ثور وإنسان كالطائر وطائر فوق عصا وتعرف هذه النجوم الثلاثة مجتمعة بمثلث الصيف، وتتميز بلمعانها الشديد في أواسط فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، غير أن خريطة السماء التي عُثر عليها في الكهف، ليست الدليل الوحيد على اهتمام إنسان ما قبل التاريخ بالكواكب والنجوم، فعلى مقربة من مدخل مجمع كهوف لاسكو يوجد رسم بديع لثور، وتوجد فوق كتف هذا الثور ما يبدو على شكل خريطة للثريا، وهي مجموعة نجوم تدعى في بعض الأحيان بالأخوات السبع، ويوجد داخل الثور علامات سوداء ربما تكون رسوماً لنجوم أخرى كانت في تلك الناحية من السماء، وتوجد تلك المنطقة حالياً ضمن ما يسمى ببرج الثور، مما يؤكد أن معرفة الإنسان بهذه الجهة من الكون، تعود إلى آلاف السنين
زيارة كهف لاسكو
افُتتح كهف لاسكو للزيارة بعد الحرب العالمية الثانية، أدى والإقبال الكبير عليه والذي وصل إلى 1200 زيارة في اليوم الواحد إلى تأثيرات سلبية على ألوان النقوش والرسوم بسبب التغيرات في مستوى الإضاءة ودورة الهواء في الكهف، الأمر الذي دفع السلطات الفرنسية إلى إغلاقه عام 1963 وتحديد عدد محدود جدا من الزوار كل أسبوع، وفيما بعد أقُيم في عام 1983 كهف مماثل يبعد 200 متر عن الكهف الأصلي ويحتوي على نسخ من الرسوم وصالة الثيران
وابتداءً من عام 1998 بدأت أنواع من الفطريات تصيب رسوم الكهف بسبب تكييف الهواء والإضاءة القوية بجانب زيادة عدد الزوار، وهو ما حاول العلماء مكافحته بوسائل متعددة. وفي يناير من عام 2008 أغلقت السلطات الفرنسية الكهف لمدة ثلاثة أشهر حتى بالنسبة للعلماء، وسُمح بدخول شخص واحد لمدة عشرين دقيقة كل أسبوع لتفحص التأثيرات المناخية على طبيعة الكهف. وحالياً لا يُسمح بدخول كهف لاسكو سوى للعلماء للعمل داخل الكهف وذلك لأيامٍ معدودة كل شهر، ولا زالت تظهر بقع سوداء داكنة على رسوم الكهف بسبب بعض المبيدات المستخدمة في مكافحة العفن والفطريات